السؤال: ماذا عن قول سليمان عليه السلام (إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي ....)هل نستطيع أن نفسر قوله ..عن ذكر ربي ...أي أني أحببت حب الخير بسسب حب ربي. بمعنى أنه أحب الجياد اأنها بسبب مساعد في الحرب . وجزاكم الله أحسن جزاء

أم أحمد الأحمد



نعم، {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} تعني لأنها تذكرني بربي فأنا أحبها. بمعنى أنه لم يحب هذه الخيول للهو واللعب والخيلاء والمتعة، بل لأنها تساعد في المعركة ضد المعتدين، وبالتالي تساهم في الدفاع عن القيم والفضيلة التي يريدها الله. والله أعلم.


"عن" هنا هي بمعنى "مِنْ" إلى حد كبير؛ أي أن هذا الحب، الذي هو حب الخير، مستمد من ذكر الله تعالى ولكن بصورة ما تحتاج إلى التدبر والتفكر. أي كأن في قوله هذا دعوة للتدبر في كيفية استمداد هذا الأمر من ذاك واستخراج الجوانب الجميلة فيه، كما أن فيه تنبيها للذين يرونه مهتما بالخيل وقد يظنون أنه يحب الدنيا للهوها ومتعتها، فهو يريد أن يقول إن الأمر ليس كذلك.هو يريد أن يقول إنه لا يحبها إلا بسبب أنها تذكره بالله تعالى الذي خلقها وأنعم عليه بها، فهو لأجل ذلك طلب أن تقرب إليه فأخذ يمسح بيده سيقانها وأعناقها توددا لها.
ومع أن سياق الآيات إنما يفيد المدح لداود عليه الذي وصفه الله تعالى بأنه نعم العبد وأنه أواب، ومع أن القرآن لا يذكر الأنبياء إلا لذكر فضائلهم ولكي يدافع عن التهم التي اتهمهم بها أهل الكتاب، فإن من المؤسف أن بعض المفسرين قد فسروا هذه الآية بالقول أنه قد وجد نفسه منشغلا عن ذكر الله بالخيل، فبدلا من أن يتوب قام بتقطيع سيقانها وقتلها! وهذا لا تفيده صيغة الآية ولا السياق.
تميم أبو دقة