التعريف بالإمام مالك وبيان مذهبه وأصوله _ الشيخ سعيد الكملي

 Published On Premiered Aug 3, 2023

الشيخ سعيد الكملي يختتم سلسلة محاضراته في جامعة قطر

في درس قدمه تحت عنوان (التعريف بالإمام مالك وبيان مذهبه وأصوله)

اختتم الداعية المغربي الشيخ سعيد الكملي سلسلة محاضرته في جامعة قطر والتي امتدت على مدار أسبوع كامل، وسط حضور جماهيري غفير من طلبة واستاذة الجامعة، حيث جاءت محاضرته الخامسة تحت عنوان: (التعريف الإمام مالك وبيان مذهبه وأصوله).

وقد بدأت المحاضرة بكلمة قدمها الدكتورعزيز البطيوي، الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية والتي رحب بها بفضيلة الشيخ سعيد الكملي والحضور الأكارم، وأشار في كلمته بأن هذه المحاضرة هي امتداد لسلسة المحاضرات التي تقيمها كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، كما بين بأن الحديث في هذا اللقاء عن علم من الأعلام وإمام مذهب من المذاهب، حيث ستتناول المحاضرة التعريف بالإمام مالك، وبيان مذهبه، وماهي أصوله، وكيف بنى عليها ورتبها.

وفي حديث الداعية سعيد الكملي ذكر نسب الإمام، قائلًا: "هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني، وارث العلم، أجمع عليه علماء الأمة. حفظ مالك القرآن، وقد درس مالك على عدد من كبار التابعين وفقهاء المدينة، وأولهم نافع المديني من أئمة التابعين بالمدينة، وهو كثير الرواية للحديث، ثقة، لا يعرف له خطأ في جميع ما رواه، وكان نافعًا عسير الخلق ينفر منه الطلبة، لكن مالك تجشم عناء الصبر على نافع لينال العلم، وقيل عنه بأنه كان يحتال على خادم نافع، بأن يعطيه عطاء لخادم ناف؛ كيلا يدخل عليه أحد في وقت جلوسه معه لسماع رواية الحديث".

وأضاف: "وكان ممن تتلمذ عليه أيضا التابعي الجليل عبد الرحمن بن هرمز، وهو أول من برز في القرآن والسنن، وكان خبيرا بأنساب العرب، وافر العلم، ثقة، وانقطع مالك إليه ثمانية سنين لم يخلط بغيره. كما درس الإمام مالك على التابعي الجليل محمد بن شهاب الزُهري".

وأشار إلى أن الإمام مالك اشتهر بعلمه الغزير وقوة حفظه للحديث النبوي وتثبُّته فيه، وكان معروفًا بالصبر والذكاء والهيبة والوقار والأخلاق الحسنة، وقد أثنى عليه عدد من العلماء وشهد له سبعين فردا من أهل الفضل وقد قال الشافعي: "إذا ذكر العلماء فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه بعد التابعين".

وأكد الشيخ الكملي على تميز الإمام مالك باجتماع صفتين تميزه عن غيره من الفقهاء، وهي صفة الإمامة في الفقه، والإمامة في الحديث، وقد نقل عن يحي بن معين، إمام الجرح والتعديل، أحد كبار علماء الحديث، بأنه يرى بأن مالك إذا روى عن أحد فإنه ثقة، لكون مالك شديد الشرط في الرجال، كما قال الشافعي: "إذا بلغك الحديث عن مالك فشدد عليه“. وقد أسس مالك أول مدرسة من مدارس المالكية في المدينة المنورة، وكان يرى بأن عمل أهل المدينة حجة ويأخذ به.

وعن أصول مذهب الامام مالك تحدث الشيخ، بأن مالك كان يعتمد في فتواه على عدة مصادر تشريعية، هي: القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، وعمل أهل المدينة، والقياس، والمصالح المرسلة، والاستحسان، والعرف، والعادات، وسد الذرائع، والاستصحاب. وما تميز به في المذهب عن غيره من الفقهاء؛ اعتباره اجماع أهل المدينة معتبرا وهو المنقول ولا خلاف عليه ويحتج به، كما استشهد الشيخ الكملي بعدة أمثلة فقهية كان للإمام مالك قول فيها، كالزكاة في كل ما خرج من الأرض، وفي مسائلة الأذان عن المالكية وغيرها من المسائل.

وقد أوصى الشيخ سعيد الكملي طلبة العلم بالصبر على طلب العلم، ومرافقة الأخيار الذين يعينون على طلب العلم كما شدد على أهمية تعلم القرآن وعلومه، فهو مقدم على كافة العلوم.

كذلك أشاد بالجهود المبذولة من قبل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر في إقامة مثل هذه اللقاءات العلمية التي تفيد طلبة العلم وتُقوي من عزيمتهم وتساهم في نشر العلم الشرعي.

show more

Share/Embed