الدكتور عبد الله
1,312,356 views
0

 Published On Nov 5, 2022

يعتقد الكثيرون أن أمريكا الباسطة ذراعيها على العالم بقواتها وقواعدها العسكرية وأساطيلها الحربية المنتشرة على طول البحار والمحيطات، أكيد، فهذا هو الواقع والظاهر أيضا، ويعتقدون أيضا أن الكيان الصهيوني هو صناعة أمريكية لخلق التوتر في الشرق الأوسط وردع كل ما من شأنه تهديد إمبراطورية أمريكا حول العالم، فهذا الأمر وارد أيضا، لكن الحقيقة التي لا يمكن أن يجادل فيها شخصان عارفان بخبايا العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن اللوبي الصهيوني المتواجد بأمريكا هو المتحكم في السياسات الأمريكية وخصوصا السياسة الخارجية.


قبل الخوض في موضوعنا لابد من الإشارة إلى أكثر شخصين خلقا الجدل في الساحة الأمريكية خلال السنوات العشر الأخيرة، وتحديدا من سنة 2007 بكتاب تحت عنوان اللوبي الصهيوني والسياسة الأمريكية الخارجية، وهما جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية وستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية، هذين الأستاذين اللذين يلخصان العلاقات الأمريكية الصهيونية بقولهما:



"
أهم خطوة سرعت بتنفيذه الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي اللقاء الذي ترأسه نتنياهو والذي تطرق فيه لوثائق مهمة وصور وأشرطة تظهر وتثبت السعي لامتلاك رؤوس نووية
"
ينبغي أن تحظى المصلحة القومية الأمريكية بالصدارة المطلقة في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، إلا أنه وعلى امتداد الفترة الزمنية الماضية، ولا سيما منذ حرب يونيو من عام 1967 ظلت علاقة الولايات المتحدة بـ الكيان الصهيوني هي حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة الشرق أوسطية، وأدت المزاوجة بين سياسة الدعم المتواصل وغير المحدود من أمريكا للكيان الصهيوني، وبين السعي لنشر الديمقراطية في أرجاء المنطقة، إلى إلهاب مشاعر السخط في أوساط الرأي العام العربي والإسلامي، وهددت أمن الولايات المتحدة. اللوبي الصهيوني هذا يشمل الكثير من أصحاب الشركات والمصانع العملاقة في أمريكا وذات رؤوس أموال ضخمة، والذي يزيد عن 34 منظمة يهودية سياسية في الولايات المتحدة تقوم بجهود منفردة ومشتركة من أجل مصالحها في الولايات المتحدة ومصالح الكيان الصهيوني، ولعل أشهرهم على الساحة هي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الصهيونية المعروفة اختصارا بـ آيباك وهي أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونغرس الأمريكي، هدفها تحقيق الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني.



بخصوص التمويل الذي تقدمه أمريكا للكيان الصهيوني قدر في الحد الأدنى بما يقارب 90 مليار دولار خلال الخمسين سنة الماضية، والموجه أساسا لتقوية الآلة الحربية الصهيونية التي تبيد الفلسطينيين في مرئى ومسمع من العالم ولا أحد يحرك ساكنا، وبناء المستوطات وتحصينها بأحدث التكنولوجيات الممكنة والمطورة، ولا يكف هذا اللوبي الخطير المتمثل في جماعات الضغط في توجيه السياسات الأمريكية، فداخليا يمول حملات الترشح للكونغرس للعديد من النواب بملايين الدولارات وفي نفس الوقت هم الذين ينفدون أجندة اللوبي من خلال التصويت على قرارات تكون في صالحهم وفي صالح الكيان الصهيوني، ويذكر أن أي دولار ينفقه اللوبي للتأثير على نتائج الاقتراع الأمريكية، يحصل بموجبه الكيان الصهيوني بالمقابل على خمسين دولارا كمعونة لتمويل بناء المستوطنات وتسليحها، إنها صفقة مربحة جدا جدا

show more

Share/Embed